الجمعة، 6 مايو 2011

عزيزى الرفيق عادل

         عزيزى الرفيق عادل
     قرأت بشغف تحليلك الرائع والخاص بأهداف ثورة الخامس والعشرين من ينايرالمجيدة ،وامل ان تسمح لى بمناقشة بعض ما ورد بها من افكار موضوعية , وابدأ بتوجيه سؤال : هل الرأسمالية المحلية فى مصر هى رأسمالية حقيقية من منظور علم الاقتصاد ؟ انها فى الحقيقة فئة طفيلية نشأت فى ظروف ومراحل شاذة من مراحل التطور الاجتماعى والاقتصادى وفق ظروف ومعطيات شاذة ايضاً , شأنها فى ذلك شأن اغلب الانظمة التى نشأت فى دول العالم الثالث ودول الخليج البترولية , فهى طفيلية اولاً : لأنها ليس لديها ميل اقتصادى للأستثمار الصناعى الأنتاجى , لأن اغلب رساميلها لم تنتج اصلاً من تراكم رأسمالى نشأ عن الإنتاج والتشغيل وما يعنيه ذلك من وجود قيمة مضافة ناتجة عن العمليات الاقتصادية وفق قواعدها واصولها المعروفة ,فى علم الاقتصاد , ولكنه نشأ عن العمولات والسمسرة وعوائد النفط  وبعض الانشطة غير الشرعية مثل تجارة السلاح والتهريب وغسل الاموال , ودون مشاركة حقيقية فى الاستثمار والانتاج , وهى غير اصيلة كطبقة لها تاريخ ونشأه تسمح لها بان تملك فكر هذه الطبقة واستراتيجياتها وخصائصها . صحيح هم لديهم ثروات طائلة جعلتهم من كبار الاغنياء ولكن ليس لديهم الفكر ولا المقدرة على الاستثمار والانتاج , ولذلك كانت اغلب انشطهم الماليه فى مشروعات استهلاكية ذات عائد ربحى سريع ودورة رأسمال سريعة ومضمونة لأن هذه الفئة ليس لديها القدره على تحمل المخاطر والمجازفة والتى هى اهم دوافع الاستثمار الصناعى , فضلا عن المشاركة فى انشطة مالية غير قانونية فى الغالب من خلال شركات عالمية غير خاضعة لسلطة القانون الدولى فضلاً عن المحلى , كما لاتملك ثقافة الطبقات العليا فى المجتمع من تشجيع الفنون والاداب والموسيقى الراقية وبقية مظاهر الحياة الارستقراطية التى يحياها الكثير من الرأسمليين الحقيقين , نخلص ان لديهم المال شأن جميع السماسرة ورجال المافيا الدولية وتجار المخدرات , ولكنهم ليسوا رأسماليين حقيقين . 
     اما عن الراسمالية المتواجدة فى دول الخليج العربى فهى صورة اكبر واوضح للراسمالية الطفيلية التى نشات بسبب الثروات النفطية الهائلة ,و التى كان من المفترض ان تمثل الراسمال الوطنى للمجتمعات الخليجية تحولت الى ثروات الاسر المالكة والامراء والشيوخ دون ان يوجه منها شيئا لصلح الشعوب المالكة الحقيقية لتلك الثروات فى صورة استثمارات اقتصادية منتجة , ولكنها تحولت الى الاستثمارات فى المجالات الترفيهية والخدمية دون ان يكون لها مردود اقتصادى على المجتمعات الخليجية تحسبا لما بعد نضوب النفط , الذى هو بالطبع مورد اقتصادى ناضب وغير متجدد , وعندما تحولت الانشطة المالية فى الخليج الى الاستثمار تحولت الى نشاطات غسيل الاموال القذرة للمهربين وتجار المخدرات والسلاح وزعماء المافيا وحكام العالم الثالث من اللصوص والمرتشين , فى ظل حماية وهيمنة راسمالية غربية عابرة للقارات معبرة عن التجليات الامبريالية للعولمة لاحتكار المال والثروات , وقد استطاعت هذة الانشطة من الافلات مؤقتا من الملاحقة الدولية للفساد بربط مصالح تلك العائلات المالكة بشبكة القواعد العسكرية الغربية لضمان المصالح الغربية والامبريالية من ناحية ولضمان امن تلك الانظمة الرجعية من اخرى , وذلك دون ان تندمج فى عمليات استثمار حقيقى ولكنها اكتفت بمقعد الميسر بايجاد تحالفات هامة مع كثير من قادة العالم الثالث لتحيق اهداف الاستعمار فى تكريس تبعية دول العالم الثالث بتفريغ اى احتمالات لتكوين التراكم الراسمالى المحلى القادر على احداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول التى عانت عبر تاريخها الطويل من النهب المنظم لثرواتها من الاستعمار القديم والحديث على حد سواء .
      اما عن الرأسمال الوطنى فى مصر فقد استطاعت القوى الطفيلية من ارباب الاعمال الجدد والمستثمرين وبمعاونة وتأييد من النظام الحاكم قبل الثورة عليه من تنظيم عمليات النهب والاستحواذ على كافة المقدرات التى كان من المفترض تنميتها واستثمارها لتحقيق التراكم الرأسمالى اللازم لإحداث تنميه حقيقيه للمجتمع , فضلا عن الفساد التشريعى الذى سمح لهؤلاء الرأسماليين المحليين الجدد من تمرير الفساد وتقنينه بما يحقق مصالح هذه الفئات وتمكينها من النهب المنظم لثروات الامة وتحويلها الى خارج الحدود فى شركات وهمية وعن طريق مصارف خليجية حيث لم تنضم دول الخليج الى منظمات الشفافية الدولية بعد او توقع على اى من اتفاقياتها , وقد تم كل ذلك بمباركة من منظمات الامبريالية العالمية كصندوق النقد الدولى والبنك الدولى للإنشاء والتعمير, وذلك بهدف تكريس التبعية والتخلف وافقاد المجتمع القدرة على البحث عن موارد جديدة بعد عمليات النهب والافقار المتعمد
    د. عوض مطواح
    





هناك تعليق واحد:

  1. ازلا شكرا على هذاالاهتمام الواعى وانا متفق معك تماما فى كل الملاحظات الدقيقة فقد اضافت ولم تختزل - شكرا مرة أخرى

    ردحذف