حماية الوطن واجهزة متهالكة
أثبتت ألأحداث ألأخيرة وجود خلل بالغ وخطير فى عمل وأنشطة وإدارة ألأجهزه ألامنية ، وهو أن هذه ألاجهزة تعيش فى حالة تخبط وبلبلة فيما يتعلق بالتحديات الخارجية التى تهدد سلامة الوطن وأمنه ألقومى ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ضعف المعلومات وتضاربها فيما يتعلق بمجريات ألأحداث وتتابعها ، فلقد تلاحظ من خلال تصريحات المسئول ألاول عن جهاز المخابرات المصرى إفتقادة للبيانات وللمعلومات السليمة المتعلقة بثورة الشباب المجيدة ، مما أدى إلى تخبط ردود افعال أجهزة النظام القديم ، وسوء تقديرهم للمواقف والتحديات ، كما أثبتت بعض ألأحداث ألأخيرة وجود مخططات أجنبية تهدف لتحقيق أهداف خاصة تتعارض مع المصالح ألعليا للوطن ، والتى من أهمها تهريب العناصر ألأجنبية المحكوم عليها والموجودة داخل بعض السجون المصرية ، ونقلها إلى خارج الحدود بسلامة وامان وهو ماحدث بالفعل ، أين كانت تلك ألأجهزة من المخططات الخارجية المحكمة والمتقنة والمعدة بعناية فى آن واحد ، والتى عملت فى نفس الوقت على إخراج أكبر عدد من المسجونين المصريين على ذمة قضايا جنائية ( اكثر من سبعة عشر الفاً ) وزودتهم بألأسلحة ليروعوا بها ألآمنين من أبناء ألشعب ، فما لم تكن تلك المخططات قد تمت بموافقة وتسهيل من ألأجهزة ألامنية المصرية ، وتلك طامة كبرى وخيانة فى حق الوطن والمواطنين ، فمن المؤكد حدوث إختراق امنى يشير إلى ضعف وهشاشة تلك ألأجهزة ألامنية وعدم صلاحيتها للقيام بألأدوار ألمناط بها أدائها ، لأنها فى الواقع إنشغلت بأدوار ومهام أخرى غير التى أنشئت من أجل تحقيقها ، والدليل هو تخبط المسئولين فيما يدلون به من تصريحات أبعد ما تكون عن ألواقع ، بل وإلإصرارعلى إيجاد تبريرات تنم عن ضيق فى ألأفق ومحدودية الفكر وإضطرابة ، وغياب كامل لعوامل الثقة فى تلك ألأجهزة المزيفة وغير الجادة ، وهو مايستدعى وبقوة محاسبة و محاكمة هؤلاء المسئولين عن هذه الأجهزة ، أمام ألمحاكم المدنية وألعسكرية ، وإيقاع أشد العقاب بهم ، وإبعاد كل من تثبت عليه الخيانة وألإهمال ، فإذا كان هذا هو حال تلك ألأجهزة المسئولة عن أمن هذا الوطن فهى كارثة بكل المقاييس ، لأن أمن هذا الوطن معرض للتهديد الشديد ، بل ومخترق الى الدرجة التى لايأمن فيها الشعب على مستقبله بل وحاضره ، فكيف إستطاع هذا ألوطن أن يعيش فى ظل هذا الضعف والتردى فى وظائف هذه ألأجهزة ، والمفترض فيها أن تعمل على صيانة أمن وإستقرارهذا ألوطن وحماية حدودة ، اين المعلومات والمعارف والبيانات الموثقة ؟ وأين التحليلات الموضوعية ؟ وماهى قنوات ألإتصال وطبيعتها ؟ وماهى علاقة هذه ألأجهزة بقادتها ؟ والذين اظهرت ألأحداث ألأخيرة ضحالة ما لديهم من معلومات ، وسطحية التفسيرات ، وغيابهم الكامل عن فهم وإدراك وقائع ألأحداث وألمشكلات التى كان من المفترض انهم يديرونها ويتعاطونها ويتعاملون معها ، وهذا أمر فى ألحقيقة يبعث على ألخوف من إحتمالات المستقبل وما يمكن أن تتعرض له البلاد فى ظل هذا ألوضع المتردى وغياب المسئولية ، فلابد من التنبه الجاد لمثل هذه ألأمور والذى يعد وجودها بأمانة وجدية ووفق منهج واسس وقدرات واخلاص ضمان لسلامة الوطن وحماية امنه الخارجى قبل الداخلى وتدعيم لاستقرارة .
د. مطواح فبراير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق