السبت، 30 أبريل 2011

قصاقيص 17

الامن وجهاز الشرطة



وفى كل ألأحوال مالم يتم إعادة بناء وتأهيل جهاز ألأمن وفق قواعد وأسس صحيحة ومتمشية مع مبدأ سيادة القانون ، وضمان الحريات وحقوق ألإنسان ، وبما يتفق مع المبادىء والمواد الستورية ، كمؤسسة نظامية مدنية وليست عسكرية ، تهدف إلى تحقيق امن المواطن ورعاية حقوقة ، فستظل الحاجة الى تواجد القوات المسلحة فى الشارع  ماسة لضمان امن المواطنين وحماية ألأرواح والممتلكات ، فإذا أرادت القوات ألمسلحة كما المح اعضاء المجلس ألأعلى سرعة تسليم السلطة المدنية الى المؤسسات الدستورية فى اقرب وقت فإن عليها أن تلبى المطالب الثورية للامه والتى اهمها حل المجالس الشعبية فى المدن وألأحياءوألمحافظات والتى تضم فى عضويتها الفاسدين والمفسدين من أتباع وأشياع النظام القديم الفاسد ووضع دستور جديد ، والمساهمة الفنية والعملية فى إعادة بناء الجهاز ألأمنى بالصورة التى تتيح لها التفرغ لمهامها العسكرية والوطنية ، وتغيير الوجوه الفاسدة والتى يعلمها الجميع من كافة المرافق التنفيذية فى الوزارات وألأدارات والهيئات الرسمية ،  ويكفى ما نراه من صور وأشكال الفساد غير المسبوق عبر المحاكمات التى لم تنتهى اى منها إلى قرار يرضى المواطنين التى سلبت حقوقهم على مدى ثلاثة عقود من الزمان أويزيد .



لازالت اصوات التبرير والتعليل فى وزارة الداخلية تتعالى بالاكاذيب ، حول ألأحداث ألأخيرة ، ولازالت اساليب التعالى والإحتقار لجماهير الشعب هى السائدة فى المؤسسة ألأمنية  على جميع مستوياتها ، وهو مالم ولن يقبله الشعب ، فالسياده للشعب وللأمه وليست لرجال ألأمن الذين هم جزء من أبناء الوطن وليسوا سادته ، ولغة الإستخفاف لم تعد مقبوله ، وإذا كان هذا هو مفهوم وزير الداخلية ورجاله ، فإن ألأمر يستدعى تكوين جهاز جديد بقيادات جديدة أكثر ديمقراطية ، وأكثر إيمانًا بأن الشعب هو مصدر السلطات وهو وحده السيد ، كما يجب تأسيس قانون جديد للشرطة ينظم العلاقة بين افراده وبين الجماهير الشعبية التى لها الحق فى الحماية وألأمن ، وخاصة أن دافعى الضرائب هم الذين يمولون هذا الجهاز وغيرة من أجهزة الدولة من أموالهم ، ويبدو أن جهاز الشرطة القديم هو المسيطر فى هذه المرحلة بنفس العقليات التآمرية ضيقة ألأفق ذات الفكر القمعى والتسلطى ، فلازال الغياب ألأمنى واضحاً ، كما أن تحركات الشرطة ووجودها فى ألشارع يبدوا متباطئاً عن عمد لتترك المجال مفتوحاً للبلطجية وارباب السوابق لممارسة الترويع والتخويف ، ولازالت بقايا النظام القديم من أعضاء الحزب الوطنى مسيطرة على الشارع المصرى لإفساد منجزات الثورة وإثارة البلبلة والتأثير على الحالة المعنوية للشارع المصرى ، وواضح أن الطابور الخامس مندس فى كافة قطاعات المجتمع بهدف إثارة الفوضى والترويع ، ويظهر بشكل واضح أن الثورة مستهدفة من بقايا النظام القديم ، صحيح أن هناك عصابات منظمة ذات أطماع معروفة تريد الحصول على مكاسب غير مشروعة مثل عصابات السيطرة على البحيرات المصرية بردم أجزاء منها فى غفلة من الرقابة ، أو السيطرة على نظام الصيد وإحتكاره ، وهناك عصابات أخرى تسعى لتبوير ألأراضى الزراعية وتحويلها الى اراضى بناء ، وهى كلها تعديات غير قانونية يستخدم زعماءها أسلوب البلطجة وإستخدام ألأسلحة النارية منهجاً ، ولكن أين شرطة المسطحات المائية ؟ وهى من الشرطة المتخصصة ، وهذا مايدفع إلى التساؤل عن سر الغياب المفضوح والمتعمد ، ولكن أن تصل البلطجة إلى دخول المدارس وتخويف ألأطفال واولياء امورهم والمدارس عموماً بطبيعتها ليست مطمعاً للصوص ، فإن هذا فى حد ذاته يعد دليلاً على أن المسألة تقع ضمن مخطط يهدف للتخويف وألإرهاب من ناحية ، ومن ناحية أخرى أشعار الناس بالنفور من الثورة وجعلها سبباً فى احساس المواطنين بفقدان ألأمن ، وعلى هذا ألأساس فإن النظام القائم على إدارة شئون البلاد وهومن بقايا وذيول النظام البائد ، يعمل لتحقيق ألأستراجية ألأمنية التى واجهت الثورة فى بداياتها ، من زعزعة ألإستقرار , ونشر الفوضى والخراب لإرهاب الناس ، وهو مايتطلب وقفة حازمة من الثوار لإجبار المجلس ألأعلى للقوات المسلحة والوزارة الحالية على سرعة تلافى هذا ألأمر بقوة ، أو يقوم الثوار بأنفسهم بالتحريض على عصيان مدنى يجبر الجميع على سرعة تغيير هذه الحكومة الفاشلة والضعيفة والمتواطئة والمتعاونة مع النظام القديم بالمراوغة للإنقضاض على الثورة وإفراغها من مضمونها ألثورى بالالتفاف على مطالبها وتسويف عمليات الاستجابة الفورية للحقوق المشروعة للامة ، والتى من بينها تطهير جهاز الشرطة من الخونة والعملاء ومرتكبى جرائم ألإبادة والقتل وألإعتداء على حرية المواطنين فى التظاهر السلمى والتعبير عن حقوقهم المشروعة بالقمع والضرب ، وهؤلاء يجب محاكمتهم على ما اقترفوه من خيانة للوطن والمواطنين ، وتعريض امنهم وامن المجتمع للخطر والانحياز للنظام القديم وتمكينه من سرقة ونهب ثروات الامة والتى هى ملك لجموع الشعب ، اضافة الى تعريض كرامة الشرفاء من ابناء هذا الشعب للاهانة والاحتقار. 

      د. مطـــــواح ابريل  2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق