السبت، 30 أبريل 2011

قصاقيص 18

الثورة التى ابهرتنا وابهرت العالم



لقد كانت ولازالت الثورة الشبابية الشعبية الخالدة فى الخامس والعشرين من يناير نقطة فارقة فى التاريخ المصرى المعاصر، حيث تميزت بمجموعة من السمات والخصائص الرائعة والتى يعد اهمها أنها ثورة إنسانية بكل ماتحمله هذذه الكلمة من معنى ، لأنها لم تكن تعبيراً عن فئة أوطبقة أوحزب أو مجموعة إنسانية ذات توجهات معينة ، كذلك لم تكن حركة لها أهداف إيديولولجية معروفة ، بل كانت تعبيراً عن معانى إنسانية خالصة أكثر نبلاً واكثر رقياُ على ألإطلاق ، لأنها هدفت بوضوح للحرية والتغيير والكرامة الإنسانية ، وهى معانى عميقة فى مفهومها ودلالتها ، كما أنها تعبير عن الثقافة الكونية المعاصرة المتمثلة فى الحقوق ألأساسية والشاملة للإنسان فى كل مكان على وجه ألأرض ، فضلاً عن الكرامة ألإنسانية لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن اللون والديانة والجنس والطبقة ألإجتماعية ، وهى قيم إفتقدها ألمجتمع ألمصرى خلال عقود طويلة من القهر وألإقصاء والتمييز وفقاً لإعتبارات عنصرية وإعتبارات المصلحة الضيقة ، كما كان من خصائص هذه الثورة وعلى عكس ما يظن الكثيرون ، جماعية القيادة حيث تمثلت هذه القيادة فى المجموعات الشبابية الواعية من مستخدمى شبكات التواصل ألإجتماعى ، والتى تكفلت بالدعوة للثورة وقيادتها وتوجيهها وتحديد مطالبها وهى وقائع غير مسبوقة فى التاريخ ألإنسانى ، فلا ثورة بدون قيادة تعمل على تحديد ألأهداف ورسم السياسات وتوجيه العمليات ألإجرائية ، ولقد نجحت تلك الطليعة الثورية الواعية فى قيادة تلك الثورة الشعبية بروح عالية من التجرد وإنكار الذات ، مما كان من أهم أسباب نجاح تلك الثورة فى مراحلها الحاسمة ، وهى مرحلة البداية فى مسيرة التحرروالتغيير والتى أنضجت الوعى السياسى للطليعة وبقية ألجماهير التى ساهمت فى صنع ونجاح الثورة ، وولد لديها روحاً ثورية خلاقة لازالت هى الدعم والرصيد الكامن الدافع لمزيد من ألإنجازات الثورية المحققة لأهداف ألأمة فى الحرية والعدالة ألإجتماعية والتقدم ، رغم تربص ألأعداء والذين تتعارض مصالحهم مع أهداف ألثورة من أللصوص وألأنتهازيين والمنتفعين من فساد النظام البائد .

   د. مطـــــــواح  ابريل 2011

هناك تعليق واحد: